ذات نظره وانسجام وذات فقد وذكرى ..ذات يوما ..كنت على موعد مع طفولتي...وكم من ربيع اجتازها..وكم خضت فيه جموح صيف ..وكم كنت لا مباليا.بكل اغراءاته....ليس حبا مني هذه اللامبالاه...
سفر .. قدومٌ وانتظار .. ، ما من فرح حملته لي حقيبة الاقدار الا وافرغت حموله من شدة الجفاف جفاف الظمأ
من هنا ايقنت اني....عشت فصولي كلها وكانت كل فصولي عباره عن فصلا واحدا هو فصل الخريف ...يااااااااه كم انت قاسي يا عمر الخريف وما اطولك
كل الايام والسنون كانت تهاجر الاوراق هباءا ضياعاً ..تجف رغم ابتلالها ولم تجف يوما اهداب العيون
تباً....راقبت سنيني..ووجدت عمري يتساقط ..احصيت ما كسبت منه فوجدت اني كسبت الف خيبه وخيبه..اعترف ان كل ورقه سقطت عن اغصان عمري عنوانها كانت الهزيمه....فالقهر مراُ علقماُ احتسيته رغما عني...
بحثت كثيرا واقتربت كثيرا من دفء المطر...اعرف ان الامل ضعيف ولكن على قدر الاحتمالات مشيت به...وكلما اقتربت قلبته تلك رحى الخذلان والهزيمه من جديد...سنه من سنيني كنت قد اقتربت الى ينبوع مااااء ارتويت منه املا واشراقا ووعدا ..خاب الوعد واظلم الاشراق وضاع الامل..مع نوارس المفرق الممتلئه بغبارها هاجرت الى السلط وهنا كان ينبوع الماء قبل ان ينضب ونينشف كنت قد ارتويت منه..فرحا ولكن.....!!
دخلت سنه جديده عجفاااء انضمت الى باقي سنيني
راقبت جوعها ! تطحن أيامي ، تريني جبروتها على أحلامي
اقتلعتني .. مني !...........متجاوزة عن رغباتي ،
هزمتني وسحقتني !
ياااااااااااااااااااااه يا خريفي السرمدي ....انهيت امالي كلها.... وان عشت سنيني
ليتك مللتني ايها الخريف القاسي ....الا تملني وتبعد عني لارى شتائي من جديد....تراجع ، ألا تمل استيطاني ؟!!
افتح لي بوابة الشتاء ..دعه يخترقني .. أرجوك.. انساني !
لم تُبق لي من حياتي إلا المجهول ،لا تتسع أكثر.. توقف
يا صلاة الشتاء اسمعيني !
باركي نهاية محاولاتي .. اهطلي بردا وسلاما على أرضي الباقية.....
اعلم ايتها القابعه في سفوح السلط تحت ترابها انك لن تعودي
ولكن حبيبتي... للـقلوب مواسم ...تتعلق على جدران القلب ...
أوراق خريفية متلونه بالوانها الاربعه..
تحكى حكايات الزمن و الألم و اللقاء و الاشواق...
صباح قلبى هذا اليوم خريفى المزاج .فافنان تلك التي كانت رحلت وابقت لي الخريف ظلاُ....................
فايز الحسبان....